فوائد التفاح للقلب والرئتين والحماية من السرطان

<p>توالت بشكل لافت للنظر في الأشهر القليلة الماضية تحديدا، وفي السنوات الأخيرة <br />بشكل عام، الأبحاث والدراسات العلمية حول فوائد التفاح وتأثير مكوناته في رفع <br />المستوى الصحي لمتناوليه، ففي الثلاثة أشهر الماضية اُظهرت الدراسات الطبية <br />تركيزاً شديداً على فوائد تناول التفاح في منع نشوء السرطان عبر أليات عمل متنوعة <br />للمواد المضادة للأكسدة فيه في وقف العمليات الكيميائية الحيوية المرضية وتأثير <br />الحمض النووي للخلايا في أعضاء مختلفة، وكانت الدراسات قد تحدثت عن فوائد <br />التفاح للقلب والكوليسترول ومرضى السكري والعظام وغيرها من جوانب صحة <br />الجسم. <br />ما هي أنواع التفاح؟ <br />يوجد اليوم أكثر من 7500 نوع من التفاح، تُزرع في مناطق مختلفة المناخ، يصل <br />الإنتاج العالمي إلى حوالي 50 مليون طن سنوياً، بحجم سوق يتجاوز 10مليارات دولار، <br />وتنتج الصين نصف إنتاج العالم، تليها الأرجنتين بحوالي 15% من الإنتاج العالمي، ثم <br />الولايات المتحدة بحوالي 7% حيث يأتي 60% من إنتاجها من ولاية واشنطن. <br />تركيب التفاح <br />تشير أبحاث مؤسسة أبحاث الغذاء في بريطانيا إلى أن تركب ثمرة التفاح هو من الماء <br />بنسبة 80%، والسكريات 10% و 4% من الفيتامينات والمعادن، والبقية من الألياف <br />وغيرها من المواد، وتُمد الإنسان بكمية تتراوح ما بين 50 إلى 80 كالوري أو سعر <br />حراري، حسب درجة حلاوتها، وإزالة القشرة وقلب التفاحة كما يفعله الكثيرون، يحرم <br />الإنسان من تناول 50% من محتواها من فيتامين سي والألياف، بينما لا تتأثر كثيراً كمية <br />السكريات. <br />التفاح يحتوي على كميات عالية من المواد المضادة للأكسدة، وتركيز هذه المواد <br />يختلف في القشرة الخارجية له عما هو في لبه الأبيض، فالقشر أعلى محتوى وأغزر <br />أنواعاً بنسبة تتجاوز ثلاثة أضعاف، والدراسات تشير إلى أن الوقاية من السرطان الناتجة <br />عن تناول التفاح هي أقوى في حال تناول قشره مقارنة باللب فقط. <br />أن النكهة المميزة للتفاح هي نتاج من أكثر من 250 من المواد الكيمائية المتطايرة <br />في التفاح، أما ألوانها فهي من مركبات الكاروتنيد وأنثيوسيانين المضادتين للأكسدة <br />ومن الكلورفيل المستخدمة من النبات في التمثيل الضوئي.<br /> أن التوازن بين طعم الحموضة والطعم الحلو للتفاح ناتج عن محصل نسبة السكريات <br />إلى نسبة حمض ماليك، وكلما زادت الحموضة ارتفع الإحساس بنكهة المواد المتطايرة <br />في التفاح، وكذلك قلت فرصة عملية الأكسدة المكونة للون البني في قطع النوع <br />الحامض من التفاح عند تعرضها للهواء وتكوين مواد فينول مقارنة بما هو أكثر حلاوة <br />وسكريات.<br /> تُمد التفاحة الإنسان بحوالي 15% من حاجته اليومية من الألياف ومن فيتامين سي، <br />و10% من فيتامين ك، والدراسات الطبية تتحدث عن فوائد التفاح في منع نشوء <br />السرطان في الجسم وتحديداً في القولون والبروستاتا، وخفض الكوليسترول وتعديل <br />الوزن نحو المعدل الطبيعي، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، ومنع التهابات البول، <br />وتحسين وظائف الرئة وتخفيف حدة نوبات الربو، وتقوية العظام، ورفع مستوى <br />قوة اللثة وتقليل التهاباتها. <br />فوائد التفاح الطبية والعلاجية <br />وذلك لأن التفاح يحتوي على <br />المواد المضادة للأكسدة من نوع فليفونويد العاملة على منع تغيرات السرطانية<br /> في الخلايا وخفض ترسب الكوليسترول الضار في جدران الشرايين. <br />وفرة الألياف وخاصة مواد بيكتين، وهي ما تقلل من امتصاص الأمعاء<br /> للكوليسترول وللسكريات، وتنظم المرور الطبيعي داخل الأمعاء، وأيضاً تخلص <br />الجسم من السموم المعدنية كالزئبق أو الرصاص. <br />انخفاض نسبة السكريات أو ما يُعرف بالمؤشر السكري، مما يخفف بتناوله الشعور <br />بالجوع وفي نفس الوقت لا تُمد الجسم بكميات عالية من السكر. <br />مواد بورون المقوية لبنية العظم. <br />مواد تانين، المساهمة في منع تسويس الأسنان وفي تحسين صحة اللثة <br />ووقايتها من الالتهابات الميكروبية، وكذلك التهابات المجاري البولية. <br />فوائد التفاح للسرطان <br />يعمل التفاح على الوقاية من السرطان عبر عدة أليات، منها ما له علاقة بالألياف <br />المتوفرة فيه ومنها ما له علاقة بالمواد المضادة للأكسدة، وأعلن الباحثون من كلية <br />ديفس للطب التابعة لجامعة كاليفورنيا أخيرا عن اكتشاف أليات معقدة وغير معروفة <br />في السابق، تعمل من خلالها المواد المضادة للأكسدة من نوع فلافينويد في التفاح <br />على تعطيل الأنشطة الضارة لخلايا الجسم، والتي تؤدي عادة إذا ما تُرك حبلها على <br />الغارب إلى ظهور الأمراض المزمنة في أعضاء مختلفة من الجسم كالقلب وأنواع <br />مختلفة من الأورام المرتبطة بتقدم الإنسان في العمر. <br />وقال البروفسور إيريك غريشوين المتخصص في اضطرابات المناعة بكلية ديفس للطب <br />بجامعة كاليفورنيا بأننا نعلم منذ مدة أن مركبات فليفونويد المضادة للأكسدة <br />تحمي الجسم، لكننا لا نعلم على وجه الدقة كيف يحصل هذا، و الآن على الأقل في <br />حالة التفاح لدينا فكرة أوضح عن كيفية حصول الأمر، والدراسة التي ظهرت في العدد <br />الأخير من مجلة التجارب الحيوية والطب تقدمت في البحث عن الدراسات السابقة، <br />حينما درس فريق البحث تأثير مركبات التفاح على خلايا الإنسان حين تعرضها إلى مواد <br />تنشط عمليات السرطان فيها وتؤدي إلى تلفها، وتبين أنها تمنع تأثير مركبات عوامل <br />تلف الخلايا. <br />وفي أبريل الماضي نشرت مجلة أبحاث الجزيئات الغذائية للأطعمة نتائج دراسة العلماء <br />من قسم كيمياء الأطعمة بكلية الكيمياء في جامعة كيسرسليتيرن <br />University of Kaiserslautern, Germany بألمانيا حول الدور الإيجابي <br />الفاعل لمركبات المواد المضادة للأكسدة في عصير التفاح على اختلال وتلف الحمض النووي <br />الباعث على تكون السرطان في خلايا بطانة القولون لدى الإنسان.<br /> وفي نفس المواد كان البحث الذي نشرته مجلة الكيمياء الحيوية الجزئية للخلايا من <br />مؤسسة الطب النووي في دلهي بالهند في عدد منتصف مارس الماضي حول دور <br />مواد بولي فينول التفاح في الوقاية من تأثيرات الإشعاعات الضارة على الحمض <br />النووي لنواة الخلايا الحية في التسبب في موتها، والتي خلص الباحثون فيها إلى <br />القول بأن دور الحماية لمركبات التفاح واضح وبشكل مهم على حد وصفهم في <br />حماية نظام الخلية من تأثيرات الإشعاعات الضارة. <br />وفي عدد مارس أيضاً من مجلة جزئيات المواد المسببة للسرطان، تحدث العلماء من <br />جامعة فريدريك شيلر بألمانيا عن دور مواد فليفونويد المضادة للأكسدة بالتفاح في <br />تثبيط نمو خلايا القولون السرطانية عبر خفض أنشطة جينات عدة ضارة ورفع عمل <br />جينات أخرى واقية، وقالوا بأنه على ضوء نتائجهم فإنهم يستنتجون أن مركبات <br />فليفونويد التفاح تنظم دفاع الجسم ضد خطورة نشوء سرطان القولون وتخفف من<br /> تكاثر الخلايا السرطانية، وهو ربما الألية التي عبرها يحمي التفاح من هذا النوع من <br />السرطان. <br />فوائد التفاح للرئتين والقلب <br />والدراسات هنا مشجعة لكنها تحتاج إلى المزيد فالذي يذكره الباحثون من بريطانيا <br />مثلاً وفق ما نُشر في عدد نوفمبر عام 2002 في المجلة الأميركية لطب التنفس<br /> والعناية المركزة للباحثين من جامعة كينغس لندن وجامعة ساوث أمبتن أن من يتناول <br />على الأقل تفاحتين تقل لديه احتمالات التعرض لنوبات الربو، ولا يُعلم السبب هل هو <br />المواد المضادة للأكسدة أم خصائص في التفاح تخفف من عمليات الالتهابات أو <br />الحساسية، لكن الدكتور سيف شاهين قال إننا وجدنا أن الربو أقل لدى البالغين الذين يتناولون <br />كميات عالية من التفاح. <br />و تناول التفاح يقلل من خطورة الإصابة بأمراض إنسداد مجاري الهواء في الرئة لدى <br />المدخنين بنسبة عالية، وفق ما أعلنوه في المؤتمر السنوي للمجمع الأميركي لطب الصدر. <br />وعن تأثير التفاح على المزاج اليومي نشرت منتصف مايو الماضي مجلة شهية الأكل <br />العلمية نتائج الباحثين من قسم النفسية بجامعة ويرزبيرغ بألمانيا حول تأثير تناول <br />التفاح أو الشوكولاتة على المزاج اليومي والعواطف، وبالرغم من أن الشوكولاتة <br />أقوى أثراً من التفاح، إلا أن تناول أي منهما من الثابت أنه يُعلى مستوى المزاج ويزيد <br />في النشاط. <br />وعرض الباحثون من كلية الطب بجامعة أوساكا في اليابان في عدد ديسمبر الماضي <br />من مجلة علم الأنسجة المحيطة بالأسنان أن التفاح ومادة تانيين مركبات بوليفينول <br />فيه تحديداً تعمل على حماية وتنشيط خلايا اللثة، وخاصة عند استخدام مركبات <br />علاجية من نوع أي أم دي لإعادة تنشيط الخلايا في عمليات إصلاح اللثة. </p>